آخر الأخبار

تاريخ الكنيسة

إن التأريخ لإنشاء كنيسة، سواء أكان ذلك داخل مصرنا الغالية أو خارجها، ما هو إلا تسطير لإرادة الرب ومشيئته فى بناء بيعته على عُمد من إيمان أبنائه وغيرتهم عليها، لأنه « إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون » (مز 127: 1)

ورحلة بناء كنيسة القديس العظيم مارمرقس للأقباط الأرثوذكس بدولة الكويت، والتى بدأت منذ عام 1959 فى عهد المتنيح القديس البابا كيرلس السادس، وما صاحبها من مشاعر محبة وود صادقين من صاحب السمو المرحوم الشيخ/ عبد الله السالم الصباح أمير دولة الكويت رحمه الله، وولى عهده الأمين وحكومته الرشيدة. تلك المشاعر التى تُرجمت إلى أفعال وقرارات وامتدت وتواصلت فى عهد كل حكام الكويت الكرام شاهدة على مؤازرة رب المجد للجهود الجبارة التى بذلها العديد من أبناء الكنيسة الغيورين حتى وصلت الكنيسة إلى ما هى عليه الآن.

وستظل الكنيسة تذكر تلك المشاعر وتلك الجهود داعية لهم بأن يكافئهم الله عن تعب محبتهم ببركة صلوات صاحب القداسة والغبطة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، وبصلوات شريكه فى الخدمة الرسولية صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا أنطونيوس مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى.

Chrome iPad

المكتبات

مجموعة ضخمة من الملفات الصوتية والفيديوهات والصور والكتب والكثير ..

المكتبة الصوتية

الاف العظات والقداسات والالحان والترانيم لمجموعة كبيرة من الاباء والمرنمين

مكتبة الصور

اكبر مكتبة من الصور لكنيسة مارمرقس والاباء والزيارات التاريخية والاحتفالات

مكتبة الكتب

مكتبة كاملة من الكتب للاباء تغطي كافة الموضوعات موجودة في صيغة PDF

مكتبة الفيديوهات

مجموعة كبيرة من الفيديوهات الحصرية تشمل قداسات وعظات واحتفالات وزيارات

مكتبة البوربوينت

مكتبة شاملة لكل القداسات والالحان والترانيم والمناسبات الكنسية مع امكانية التحميل بسهولة

مجلة ينبوع المحبة

هى مجلة مطبوعة يصدرها اجتماع ابوسيفين للخريجين وحديثي الزواج وهى موجه للشباب وتحمل موضوعات متنوعة ويمكن تحميلها

السنكسار

اليوم السابع من شهر بشنس المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
1- نياحة البابا أثناسيوس الرسولى ال20
2- ميلاد أنبا شنودة رئيس المتوحدين

1- في مثل هذا اليوم من سنة 89 ش ( 373 ) تنيح البابا العظيم الأنبا أثناسيوس الرسولي العشرين من باباوات الكرازة المرقسية وقد ولد هذا الأب من أبوين وثنيين نحو سنتي 295 و 298 م . وحدث وهو في المكتب أن رأي بعض أولاد المسيحيين يقومون بتمثيل الطقوس المسيحية فجعلوا البعض منهم قسوسا والبعض شمامسة وأحدهم أسقفا فطلب أن يشترك معهم فمنعوه قائلين : أنك وثني ولا يجوز لك الاختلاط بنا فقال لهم : أنا من الآن نصراني ففرحوا به وجعلوه عليهم بطريركا وأجلسوه في مكان عال وصاروا يقدمون له الخضوع واتفق عبور البابا الكسندروس في تلك الساعة فلما رآهم علي هذه الحال قال للذين معه عن أثناسيوس لابد أن يرتقي هذا الصبي إلى درجة سامية يوما ما .
ولما مات والد القديس أثناسيوس أتت به أمه إلى البابا الكسندروس فعلمهما أصول الدين المسيحي وعمدهما وفرقا كل مالهما علي المساكين ومكثا عند البابا البطريرك فعلم أثناسيوس علوم الكنيسة ورسمه شماسا وجعله سكرتيرا خاصا له فتضاعفت عليه مواهب الروح واختير للبطريركية في 8 بشنس سنة 44 ش 5 مايو 328 م بعد نياحة البابا الكسندروس وكان البابا الكسندروس قد أوصي بانتخاب أثناسيوس شماسه الذي انفرد مع القديس أنطونيوس أب الرهبان واخذ منه النسك والذي ظهر نبوغه في فضح أريوس في المجمع المسكوني عندما قال أريوس عن السيد المسيح ( المشابه في الجوهر ) فقال أثناسيوس ( المساوي في الجوهر ) وبهذا ظهر نبوغه.
ولكن أثناسيوس بعد وفاة البابا اختفي في الجبال - لاعتقاده بعدم أهليته لهذا المركز الخطير - فسعي الشعب وراءه إلى أن عثر عليه وأحضره إلى الأساقفة فرسموه بابا سنة 327 م . وقد شهد سقراط المؤرخ ( في ك 2ف 387 ) قائلا " ان فصاحة أثناسيوس في المجمع النيقاوي جرت عليه كل البلايا التي صادفها في حياته " .
وبعد أن صار بابا رسم لأثيوبيا أول مطران لها هو الأنبا سلامة فاستقرت الأمور الدينية فيها بعد أن تبعت الكرازة المرقسية . وقد نفي البابا عن كرسيه خمس سنوات
الأولى عندما حاول أريوس بعد حرمه أن يرجع ثانية إلى الإسكندرية وقدم للملك قسطنطين خطابا مملوءا بعبارات ملتبسة تأثر بها الملك وطلب من أثناسيوس البابا أعادته فرفض البابا قبوله لما في ذلك من مخالفة لقرار المجمع المسكوني . فقام الأريوسيون بإلصاق بعض التهم بالبابا منها :
1 – انه يساعد البابا فيلومينس الثائر علي الحكومة
2 – انه كسر كأس القس اسكيرا وهدم مذبحه
3 – أنه قتل الأسقف أرسانيوس واستخدم ذراعيه في السحر
4 – أنه اغتصب أيضا راهبة
وقد برأ البابا نفسه من التهمة الأولي وانعقد مجمع في صور ضد البابا أغلبه من الأريوسين ونظر المجمع في التهم ففي الأولي حرك الرب قلب القس اسكيرا الذي اتفق معهم علي شهادة الزور وبرأ البابا . وفي التهمة الثانية حضر الأسقف أرسانيوس عن اتفاقهم الذي اتهم البابا زورا بقتله فحفظه البابا في غرفة مجاورة وكان الأريوسين قد أحضروا ذراعي ميت . وادعوا أنهما لأرسانيوس ولكن أرسانيوس أظهر ذراعيه للجمع وأظهر ندامته فقال الأريوسيون أن أثناسيوس سحار استطاع أن يوجد ذراعين وهاجوا ضده فخرج أرسانيوس من وسطهم ومضي للملك ثم نظرت تهمة الراهبة وأتوا بفاجرة ادعت هذا الادعاء علي القديس فقال القس تيموثاوس من حاشية البابا " كيف تتجاسرين وتقولين أني نزلت ببيتك وقهرت أرادتك ؟ " فظنت أنه أثناسيوس لأنها لم تكن تعرفه وقالت : " أنت هو " فافتضح أمرها .
أما البابا فلم يستطع مقابلة الملك بسبب تدخل الأريوسين الذين اتهموه لدي الملك أنه يمنع تصدير الغلال من الإسكندرية إلى الملك فأصدر الملك أمره بنفي البابا إلى تريف في فرنسا في 5 فبراير سنة 335 م حيث قابله أسقفها بإكرام جزيل ، ولكن أريوس مات ميته شنيعة كما قال سقراط ( ك 1 ف 68 ) "إنما أمات الله اريوس في مرحاض عمومي حيث اندلقت أمعاؤه وقد اعتبر الشعب هذه الميتة انتقاما للعدل الإلهي ، فلما بلغ الملك ذلك عرف براءة البابا وأوصي سنة 337 م بإعادته وهو علي فراش الموت وقسمت المملكة بعده إلى قسطنطين الصغير علي فرنسا وصارت مصر تابعة لقسطنديوس وإيطاليا إلى قسطاس . وبتوسط قسطنطين رجع البابا سنة 338 م فاستقبله الشعب بفرح وصار كل بيت ككنيسة .
النفي الثاني: الأريوسين لم يسكتوا ، فعقدوا مجمعا حرموا فيه أثناسيوس وعينوا بدله غريغوريوس وبعثوا بالقرار إلى يوليوس أسقف روما فعقد البابا سنة 340 م مجمعا بالإسكندرية أحتج فيه علي الأريوسين ثم حرر رسالة دورية لجميع الكنائس فظهرت منها براءته ، ولكن الأريوسين أثروا علي فيلوغوريوس ليساعد بطريركهم للاستيلاء علي كنائس الإسكندرية وأثروا علي الإمبراطور قسطنديوس أيضا ، فأرتاع الشعب الإسكندري وقرر المقاومة إلا أن الأريوسين هجموا علي الكنائس يوم جمعة الصلب وهتكوا العذارى وذبحوا كثيرين من المصلين . فاستغاث البابا بكل الكنائس في العالم وترك كرسيه وسافر إلى روما وانعقد مجمع في سرديكا وقرروا أولا براءة البابا أثناسيوس ، وثانيا تثبيت قانون مجمع نيقية ، وثالثا حرم الأساقفة الأريوسين ، ورابعا عزل غريغوريوس . وانتدبوا أسقفين ليقابلا الإمبراطور قسطاس حاكم إيطاليا الذي وافق علي ما قرره المجمع وهدد شقيقه بالحرب ان لم يرجع أثناسيوس وفي هذه الأثناء قام الشواذ من المصريين بقتل غريغوريوس سنة 349 م فعاد البابا إلى كرسيه مرة ثانية واستقبل الشعب البابا كما قال غريغوريوس الثيئولوغي واضع القداس " كان ازدحامها أشبه بالنيل عند فيضانه " وأشار إلى سعوف النخل والابسطة وكثرة الأيدي المصفقة .
النفي الثالث : خروج البابا للمرة الثالثة بسبب قسطنديوس
احتمل الأريوسيون علي مضض رجوع أثناسيوس إلى أن مات قسطاس حاكم إيطاليا وأوغروا صدر قسطنديوس فحكم بمجمع أريوس بنفي البابا أثناسيوس فذهب الجند إلى كنيسة السيدة العذراء التي بناها البابا ثاونا . وكان البابا يصلي صلاة الغروب ويقول " لأن إلى الأبد رحمته فاندفع الجند بشدة إلى داخل الكنيسة للقبض علي البابا لكن الله وضع غشاوة علي عيونهم فلم يميزوه عن الشعب وانطفأت المصابيح وخرج البابا وذهب إلى الصحراء وبقي مدة مع الآباء الرهبان وعين الأريوسيون جورجيوس الكبادوكي أسقفا على الأرثوذكس فلم يقبلوه ، فاستولي علي أوقاف الكنائس ، إلا أن الوثنيين الذين اضطهدهم قتلوه واحرقوا جسده .
عودة البابا بسبب يوليانس ثم تركه الكرسي للمرة الرابعة.
لم يستمر الحال هكذا فقد مات الإمبراطور قسطنديوس وقام ابن عمه يوليانس وكان يريد أن يجذب قلوب الشعب فطلب إرجاع أثناسيوس فعقد البابا مجمعا سنة 362 م ووضع شروط قبول الأريوسيين الراجعين كما اهتم بالتبشير وسط الوثنيين فلم يلق هذا قبولا لدي يوليانس الذي كان يحب الوثنيين ، فطلب القبض علي أثناسيوس فخرج البابا من الإسكندرية وركب مركبا إلى الصعيد فتبعه الوالي في مركب أخرى ولما اقتربت من مركب البابا سألوا عن مركب البابا أثناسيوس فقالوا أنها كانت ذاهبة إلى طيبة وهو ليس ببعيد عنكم فأسرع الوالي بمركبه في طريقه ولما وصل إلى أقرب مدينة لم يعثر علي أثناسيوس لأنه كان قد اختفي في مكان أخر ، وقد تأثر من حوله لكثرة الاضطهادات التي وقعت عليه فأظهر لهم أنه في وقت الاضطهاد يشعر بسلام داخلي وبازدياد شموله بنعمة الله أكثر من الوقت العادي ، ثم زاد في قوله " ان اضطهاد يوليانس كسحابه صيف سوف تنقشع وبينما هم في هذه الأحاديث أتاهم الخبر أن يوليانس قد قتل في حرب الفرس وقد قتله مرقوريوس أبو سيفين وقد لفظ الدم من جسده وهو يقول " لقد غلبتني يا ابن مريم ".
عودة البابا وانفراده للمرة الخامسة بعيدا عن كرسيه ، وذلك في مقبرة أبيه
بعد أن قتل يوليانوس تولي يوبيانس ثم تولي فالنز وكان أريوسيا وفي سنة 367 م أصدر قرارا بنفي البابا فاضطر أن يهجر الإسكندرية ويختفي في مقبرة والده . قتل في أثنائها الملك ثلاثين أسقفا من الموالين لأثناسيوس . ومع هذا رأي صلابة الأقباط فقرر رفع الاضطهاد عنهم وإعادة أثناسيوس إلى كرسيه سنة 368 م
ومع أن أثناسيوس كان قد بلغ من العمر 72 سنة إلا أنه لم يقصر في واجباته ولثبات البابا في الحق أتي المثل الإفرنجي " أثناسيوس ضد العالم " . وللبابا أثناسيوس كتب عدة عن الأريوسيين وفي التجسد وغيرها ، وقد قرظ الأنبا قزمان هذه المؤلفات في قوله : من يجد شيئا منها فليكتبه حالا علي قرطاس ومن لم يجد فليدونه علي ثيابه ، وهذا البابا هو أول من لبس زي الرهبنة من يد القديس أنطونيوس وجعله زيا لكل البطاركة والأساقفة وهو الذي رسم القديس أنطونيوس قسا فقمصا وتنيح بسلام بعد أن قضي علي الكرسي المرقسي خمسا وأربعين سنة .

صلاته تكون معنا. آمين


2- في هذا اليوم تذكار ميلاد أنبا شنودة رئيس المتوحدين
يُعتبر أهم شخصية تمثل رهبنة الشركة في مصر بعد القديس باخوميوس . دُعي "أرشمندريت" أي رئيس المتوحدين ، لأنه كان يمارس حياة الوحدة من حين إلي آخر . لقد شجع بعض رهبانه علي الانسحاب إلي البرية بعد سنوات قليلة من ممارستهم حياة الشركة ، دون قطع علاقتهم بالدير تمامًا . بينما رأي القديس باخوميوس في "الشركة" ذُروة السموّ الرهباني ، أما القديس شنودة فيراها مرحلة انتقالية تُعد النفوس الناضجة لحياة المتوحدين الأكثر نسكًا .
كان رئيسًا للدير الأبيض في إتريب في صحراء طيبة ، لأكثر من 56 عامًا (القرن الرابع/الخامس) . قاد حوالي 2200 راهبًا و1800 راهبة ، كما أخبرنا تلميذه وخلفه القديس ويصا .
في سنة 431م رافق القديس الأنبا شنودة القديس كيرلس الكبير في مجمع أفسس المسكوني .
لم يقبل في ديره أجنبيًا ليلتحق بجماعاته الرهبانية ، بل كان جميع رهبانه من الأقباط الأصليين . لهذا عزف كثير من الأوربيين ذكر اسمه في الفترة الخاصة بآباء البرية ، كما لم يترجموا شيئًا من أعماله علي مدي قرون طويلة .
صبوَّته
"شنودة" هو الشكل الصعيدي لاسم رئيس المتوحدين الذي عاش في الصعيد . لم يستعمل غير اللهجة الصعيدية في كتاباته وخطبه وحديثه اليومي ، أما الشكل البحيري لاسمه فهو شنوتي ومعناها خادم الله أو المكرّس للّه .
وُلد شنودة من أبوين مسيحيين تقيين ، ربّيا ابنهما على المبادئ المسيحية المُثلى ، وكان لوالده حقل يشتغل فيه مع فلاحيه ، كذلك كان يملك قطعانًا من الغنم ، فرأى أن يدرّب ابنه على العمل منذ حداثته ، فأرسل شنودة ليرعى الغنم وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره . وكان الصبي يُلازم الرعاة طيلة النهار ويعطيهم طعامه الخاص بدلاًمن أن يأكله ، وعند غروب الشمس بدلاًمن أن يعود لأبويه مباشرة ، كان يقف إلى جانب بئر ويصلي حتى ساعة متأخرة من الليل .
مع خاله بيجول
إذ علم والده بمسلكه هذا استصحبه إلى خاله الراهب المعروف الأنبا بيجول ، ولما وصل الاثنان إلى الدير قال له والد شنودة: "بارك يا أبي هذا الصبي" ، ولكن الأنبا بيجول أخذ يد شنودة ووضعها على رأسه قائلاً: "أنا الذي يجب أن ينال البركة من هذا الصبي لأنه إناء مختار للسيد المسيح ، الذي سيخدمه بأمانة كل أيام حياته" . فلما سمع أبو شنودة هذه الكلمات تطاير قلبه فرحًا واستودع الولد خاله ، فنشأ شنودة منذ صباه في دير خاله ، ومنه اقتبس كل الفضائل المسيحية .
ظلّ شنودة يجاهد في سبيل الكمال الروحي بالصوم والصلاة والصبر والتواضع ، وكان نشيطًا يؤدي جميع الواجبات الرهبانية المفروضة عليه بهمة نادرة ، وكان خاله يرقبه باهتمام زائد ويفرح لنموه السريع في العلم والفضيلة . وازداد فرحه بسبب ما رآه في رؤى الليل ، فقد سمع ملاك الرب يقول له: "البس الراهب الشاب شنودة الإسكيم المقدس" ، فقام في الصبح باكرًا جدًا وصلى صلاة الإسكيم المقدس ومنطقه به .
وخلال هذه السنوات عاش شنودة في الدير الأحمر حيث كان خاله أبًا للرهبان ، ولما رأى شنودة أنه نال كرامة الإسكيم ضاعف جهوده وأمعن في دراسة الأسفار الإلهية ، ولم يقتصر على دراستها لنفسه بل أخذ يُعلّمها للرهبان والمدنيين الذين كانوا يفدون على الدير لوفاء ما عليهم من نذور ، فكان يجمعهم حوله ويُعلّمهم مثبّتًا إياهم على الإيمان الأرثوذكسي .
الأرشمندريت
في أحد الأيام سمع الرهبان الشيوخ صوتًا يقول: "لقد أصبح شنودة أرشيمندريت" (أي رئيسًا للمتوحدين) ، وكانت غيرة شنودة المتقدة وقداسته الفائقة والاستعلانات الإلهية العديدة التي منحها له الآب السماوي سببًا في اجتذاب عدد وفير من الناس إليه ، جاءوا ليعيشوا معه تحت رعايته وليتعلموا منه الفضائل المسيحية . فلما انتقل الأنبا بيجول إلى بيعة الأبكار انتخبوا شنودة خلفًا له .
نظامه الرهباني
مع أن الأنبا شنودة اتبع نظام الرهبنة السائد في مصر إلا أنه وضع خطة يسير عليها رهبانه ، بها بعض الاختلافات تتعلق بنظام طالبي الرهبنة ، ونظام الإدارة ، وقانون العبادة ، والاهتمام بالتعليم والعمل اليدوي ، ونظام العزلة جامعًا بذلك بين الرهبنة الأنطونية والرهبنة الباخومية .
يختلف نظام الشركة الذي أقامه القديس شنودة عن النظام الباخومي ، فقد اتسم بحزم أشد ، وتتلخص خطوطه الرئيسية في النقاط التالية:
1 . يقضي طالب الرهبنة فترة اختبار في بيوت خارج أسوار الدير وليس داخلها كما في النظام الباخومي . ويكتب طالب الرهبنة تعهدًا يوقع عليه قبل رهبنته ، ويتلوه أمام الاخوة داخل الكنيسة ، ويحفظ هذا التعهد في أرشيف الدير .
2 . كان كل دير يديره أب ، هذا بدوره يخضع للأرشمندريت كأب لكل الأديرة . وتقام أربعة اجتماعات عامة لكل الرهبان سنويًا ، يحضرها أيضًا المتوحدون ، وذلك لمناقشة أوضاع هذه الأديرة .
3 . من جهة العبادة ، تتلو كل جماعة من الرهبان صلوات قصيرة قبل البدء في أعمالهم . وتتكون الصلوات الخاصة من المزامير والتسابيح الكنسية ، تُتلي في القلالي بإرشاد الأب الروحي, أما الصلوات الجماعية فيجتمع الرهبان أربع مرات لهذا الغرض: في الصباح وعند الظهر وعند الغروب وبالليل . يجتمعون وينصرفون في هدوء كامل ، لا يفكرون إلا في الصلوات التي يتلونها .
بجانب هذه الصلوات تقام ليتورجيا الافخارستيا أسبوعيًا . كان يُسمح للعائلات وكل الشعب المحيط بالأديرة أن يزوروا الأديرة في السبوت للتمتع بخدمة "العشية" وسماع العظة ، كما يشتركون في القداس الإلهي مع الرهبان في أيام الآحاد . وكان الرهبان يقدمون الطعام للجماهير ، وكان القديس أنبا شنودة يعظهم بنفسه .
أنشأ مدرستين في الدير الأبيض ، وشجع الرهبان علي التعلم ، إذ آمن أن التعليم هو السلاح الفعال ضد العادات الوثنية ، كما شعر بالمسئولية نحو تأسيس مدارس في القرى المجاورة .
عاش الأنبا شنودة في عصر يتأجج بنيران الأحداث: ففيه انعقدت ثلاثة مجامع هي مجمع أفسس المسكوني الثالث ، الذي حضره مصاحبًا للبابا كيرلس عمود الدين ، ومجمع أفسس الثاني ومجمع خلقيدونية الذي شق الكنيسة المقدسة ، وفيه أيضًا زالت الوثنية نهائيًا ، بعد أن حاول الإمبراطور يوليانوس الجاحد عبثًا أن يعيدها إلى الوجود ، وفيه أيضًا تحققت القومية المصرية ، إذ وقف المصريون جميعًا كتلة واحدة ضد الملكية الدخيلة ولم يرضوا بها حتى عندما اصطبغت بالصبغة الدينية .
قائد كنسي سياسي (ضد الاستعمار البيزنطي)
مع أن القديس الأنبا شنودة كان شغوفًا بالعُزلة منذ صباه إلا أنه شاطر العالم حياته ، إذ كان يرقب الأحداث والتقلبات السياسية بدقة واهتمام ، مدركًا أن التلميذ المخلص للمسيح هو من يوصل رسالته إلى غيره من بني الإنسان . وحين جال ببصره حوله رأى بني قومه يرزحون تحت أثقال من العبودية المرة: عبودية الأوهام ومخاوف توحيها إليهم الوثنية ، وعبودية للحكام البيزنطيين الذين كانوا يمتصون دماء الشعب الكادح ويسلبهم عرق جباههم ، صمم على أن يكرّس لتحريرهم . بدأ بتحريرهم من مخاوفهم بأن بيّن لهم أن العناية الإلهية تقيهم كل أذى ، وقرن تعليمه بالعمل ، فكان يُطعم الجائع ، ويكسو العريان ، ويداوي المريض ، ويأوي الغريب . وفوق هذا كله فقد كان يذهب بنفسه مع المظلوم من المصريين إلى ساحة القضاء ليترافع عنه شخصيًا ، فإن لم يفلح في إقرار العدالة توجه بالشكوى إلى الإمبراطور رأسًا ، ولم يهدأ له بال حتى ينال المظلوم حقّه .
في اجتماع عام أثار الجمهور بقوله: [قلوب الحكام المملوءة شرًا وخداعًا وظلمًا وطمعًا . لهم هدف واحد هو جمع المال علي حساب الفقراء الذين هم الضحية . من يقدر أن يحصي الأتعاب التي يلاقيها الشعب من هؤلاء الحكام؟ فإنني أعرف بعضًا لم يجدوا طعامًا ليأكلوا هم وحيواناتهم . أظن أنهم يريدون أن يقيموا من المصريين عبيدًا لهم ، يضعون النير علي أكتافهم .]
لما كان الله قد حباه المقدرة على الكتابة والخطابة فقد استخدم هذه الموهبة ليستثير روح القومية في الشعب ، فكان لا يخاطب الجماهير إلا باللغة القبطية بلهجتها الصعيدية ، وبهذا اللسان المصري الصميم ألهب صدورهم حماسة ، وأيقظ وعيهم القومي وجعلهم يدركون ما في مصريتهم من كرامة . وكانت هذه النار التي أوقدها الأنبا شنودة هي القوة الدافعة ، التي مكّنت المصريين من أن يقفوا أمام وجه حكامهم المستعمرين ، تلك الوقفة الحاسمة في مجمع خلقيدونية المشئوم ، حيث رفضوا أن يحنوا هامتهم للإمبراطور مركيان ، حين زعم أنه يستطيع أن يفرض عليهم مذهبه الخلقيدوني ، الذي يخالف عقيدتهم الأرثوذكسية التي تعلموها من آبائهم .
مُصلح اجتماعي روحي
ترتبط العبادة عند القديس شنودة بالحياة الاجتماعية . فالدين هو حب عملي وتقوي . لهذا لم ينعزل القديس شنودة ورهبانه الآلاف عن المجتمع المصري . نذكر علي سبيل المثال عندما أغار الغزاة علي صعيد مصر وسبوا الآلاف من الشعب ، قابل الغزاة وأقنعهم أن يأخذوا الغنائم ويتركوا النفوس . ثم فتح ديره للمسببين البالغين آلافًا من النفوس ليستقروا هناك لمدة ثلاثة شهور . كرّس الرهبان وقتهم لخدمتهم . وقام سبعة من الأطباء الرهبان بتضميد الجروح . خلال هذه الفترة مات 94 شخصًا دُفنوا بالدير ، بينما وُلد بالدير 52 طفلاً. أكلت الجماهير 8500 أردبًا من القمح مع كميات ضخمة من العدس والزيت والفول . . . بهذا يمكننا أن نتصور عدد الضيوف الذين عاشوا في الدير هذه المدة الطويلة . وكيف آمن الرهبان بالحب العملي كأهم من أي قانون أو تدبير رهباني .
اهتمامه بالراهبات
لم يكن الأنبا شنودة أبًا للعديد من الرهبان فحسب ، بل كان أبًا لألف وثمانمائة راهبة أيضًا ، وقد كتب لهؤلاء الراهبات رسائل عديدة الغرض ، منها تعليمهن وإرشادهن وتثبيتهن على الإيمان القويم . ومع أنه كان أبًا لهذا العدد الوفير من الرهبان والراهبات إلا أنه ظل يمارس حياة العزلة باستمرار ، ولذلك تأهّل لأن ينال لقب "رئيس المتوحدين" ، فكان يقضي بعضًا من الوقت في كل سنة منقطعًا بمفرده ، ولم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منه أثناء هذه العزلة .
قد عاش الأنبا شنودة حتى بلغ الثامنة عشرة بعد المائة ، قضى ستة وستين عامًا منها رئيسًا لبضعة أديرة ، بعضها للرهبان وبعضها للراهبات ، وقد منحه الله مع هذا العمر الطويل الصحة والعافية ، فظل طيلة حياته يعمل بلا هوادة منذ أن تسلم قيادة الدير الأحمر عن خاله الأنبا بيجول ، كما نجح بجهاده المتواصل وهمته في أن يثبت نظام أديرته ، وأن يسلم الشعلة وهّاجة إلى تلميذه ويصا ، كذلك نجح نجاحًا باهرًا في أن يوقظ في مواطنيه عاطفتهم نحو بلادهم .
القمص تادرس يعقوب ملطي : الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة نسك .


صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين

القراءات اليومية

عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 43 : 5 )

لماذا أنتِ حزينةٌ يا نفسي؟ ولماذا تُزعِجينَني؟ توكَّلي على اللَّه، فإنِّي أعترِفُ لهُ، خلاصُ وجهي هو إلهي. هللويا



إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 5 : 21 ـ 43 )

ولمَّا جاء يسوعُ أيضاً إلى العَبْر في السَّفينة، اجتمعَ إليهِ جمعٌ كثيرٌ، وكان عند البحر. فأتى إليهِ واحدٌ مِنْ رؤساء المجمع اسمُهُ يايروس. ولمَّا رآهُ خرَّ عِندَ قدميهِ، وسألهُ كثيراً قائلاً: " إنَّ ابنتي مُشرفة على الموتِ. لكن تأتي وتَضعُ يدكَ عليها فتنجو وتحيا ". فذهب معهُ وتبعهُ جمعٌ كثيرٌ وكانوا يَزحمونهُ.

وإذا امرأة بها نزف دم مُنذُ اثنتي عشرة سنةً، وقد تعبت كثيراً مِنْ أطبَّاء كثيرين، وأنفقت كُلَّ ما لها ولمْ تستَفِدْ شيئاً، بل صارت إلى حالٍ أسوأ. فإذ سَمعت عن يسوع، جاءت في الجمع مِنْ خلفٍ، ولمست ثوبَهُ، لأنَّها كانت

تقول: " إنِّي إنْ مسستُ ثوبه أبرأ ". فللوقت جفَّ مسيل دمها، وأحستْ في جسمها أنَّها قد برئتْ مِنَ الدَّاء. وفي الحال شعر يسوع في نفسهِ بالقوَّة التي خرجت مِنهُ، فالتفت في الجمع وقال: " مَنْ لمس ثيابي؟ " فقال لهُ تلاميذُهُ: " أنتَ تنظُرُ الجَمع يزحمُكَ، وتقولُ: مَنْ لمَسني؟ " فتطلع ليرى التي فعلت هذا. فخافت المرأة وارتعدتْ، لِعلْمِها بما حدث لها، فجاءت وخرَّت لهُ وأخبرتهُ الحقَّ كُلَّهُ. أمَّا هو فقال لها: " يا ابنتي، إيمانُكِ هو الذي شفاكِ، فاذهبي بسلامٍ وكوني معافاة مِنْ دائكِ ".

وبينما هو يتكلَّمُ جاءوا إلى رئيس المجمع قائلين: " إن ابنتُكَ قد ماتت. فلماذا تُتعبُ المُعلِّم بعدُ؟ " فلمَّا سمعَ يسوع الكلام الذي قِيلَ، قال لرئيس المجمع: " لا تخف! آمِنْ فقط ". ولم يَدعْ أحداً يتبعُهُ إلاَّ بطرس ويعقوب، ويوحنَّا أخا يعقوب. فجاءوا إلى بيت رئيس المجمع ورأوهم مُضطربين. يبكون ويولولون كثيراً. فدخل وقال لهُم: " لِماذا تضطربون وتبكون؟ لم تَمُت الصَّبيَّةُ بل هيَ نائمةٌ ". فكانوا يضحكون مِنهُ. أمَّا هو فأخرجَ الجميع، وأخذ معهُ أبا الصَّبيَّة وأُمها والذين معهُ ودخل إلى حيثُ كانت الصَّبيَّة موضوعة، وأمسكَ بيد الصَّبيَّةِ وقال لها: " طاليثا، قُومي! ". الذي تفسيرُهُ: يا صبيَّةُ، لكِ أقولُ: قومي! فللوقت قامت الصَّبيَّةُ ومَشتْ، وكانت في الثانيةِ عشرة مِنْ عمرها. فتعجبوا للوقت غاية العجب. فأوصاهُم كثيراً أنْ لا يَعلَمَ أحدٌ بهذا. وقال أنْ يعطوها أَكلاً.



( والمجد للَّـه دائماً )



باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 118 : 15 ، 17 )

يمينُ الربِّ صنعت قُوَّةً. فلنْ أموتَ بعد، بلْ أحيا وأُحدِّثُ بأعمال الربِّ. هللويا



إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 4 : 30 ـ 34 )

وقال: " بِماذا نُشَبِّهُ ملكوتَ اللَّهِ؟ أو أي مثلٍ نُضربهُ لهُ؟ أنهُ كحبَّةِ الخردل، التي إذا زُرعت في الأرض فهي أصغرُ جميع البذور التي على الأرض، فإذا زُرعت ترتفع وتصيرُ أكبر البُقول جميعها، وتصنعُ أغصاناً كبيرةً، حتَّى أنَّ طيور السَّماء تستطيع أن تتآوى تحتَ ظلِّها ". وبأمثالٍ كثيرةٍ كهذه كان يُخاطبهم بالكلمة حسبما كانوا يستطيعون أن يسمعوا، وبغير مَثَلٍ لم يكُن يُخاطبهُم. وفي الخلوة كان يُفسِّرُ الكل لتلاميذهِ.



( والمجد للَّـه دائماً )



القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية

( 4 : 4 ـ 9 )

وأمَّا الَّذي يَعملُ فلا تُحسَبُ لهُ الأُجرةُ على سبيلِ نعمةٍ، بل على سبيلِ دَينٍ. وأمَّا الَّذي لا يعملُ، ولكن يؤمنُ بالَّذي يُبرِّرُ الفاجر، فإيمانهُ يُحْسَبُ لهُ براً. كما قال داودُ في تطويبِ الإنسان الَّذي يَحْسِبَ لهُ اللَّـه بِرّاً بدون أعمالٍ: " طوبى للَّذين غُفِرَتْ آثامهم وسُتِرَتْ خطاياهم. طوبى للرَّجُل الذي لا يَحْسِبَ لهُ الرَّبُّ خطيَّةً ". أفهذا التَّطويبُ هو على الخِتان فقط أم لأهل الغُرلة أيضاً؟ لأنَّنا نقول: إنَّهُ حُسِبَ لإبراهيم الإيمان بِرَّاً.



( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )



الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى

( 3 : 21 ـ 24 )

يا أحبَّائي، إن لم تُبكِّتنا قلوبنا، فَلنَا ثقةٌ مِنْ نحو اللَّـهِ. وكل شيء نسأله نَنَاله مِنْهُ، لأنَّنَا نَحْفَظُ وصَايَاهُ، ونَعْمَلُ الأعمال المرضيَّة قدامهُ. وهذهِ هيَ وصِيَّتُهُ: أنْ نُؤْمِنَ بابنهِ يَسُوعَ المَسِيحِ، وأن نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا أوصانا. والذي يَحْفَظْ وصَايَاهُ فذاك ثابتٌ فيهِ وهو أيضاً ثابتٌ في ذلك. وإنما نعلم أنَّهُ يحل فِينَا: مِن الرُّوحِ القدس الذي أَعْطانا.



( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،

وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )



الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار

( 7 : 37 ـ 41 )

هذا هو موسى الَّذي قالَ لبني إسرائيل: أنَّ اللَّـه يُقيمُ لكُم نبياً من إخوتكم مثلي، لهُ تسمعون. هذا هو الذي كانَ في الكنيسةِ في البرِّيَّةِ، مع الملاكِ الذي كانَ يُكَلِّمُهُ في جبلِ سيناء، ومع آبائِنا. وهو الذي قَبِلَ الكلام الحي ليعهده إلينا. فلم يشأ آباؤنا أنْ يكونوا طائعينَ لهُ، بَل تركوه وبِقلوبِهم رجعوا إلى مصر، قائلين لهرون: اعمل لنا آلهةً تتقدَّم أمامنا، لأنَّ هذا موسى الذي أخرجنا مِنْ أرض مِصر لا نعلمُ ماذا أصابهُ. فعَمِلوا عِجْلاً في تلك الأيَّام وذبحوا ذبائح للأوثان، وفَرِحوا بأعمال أيْديهم.



( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )



مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 70 : 5 )

وأمَّا أنا فمسكينٌ وفقيرٌ. اللَّهُمَّ أعِنِّي، أنتَ مُعِيني ومُخَلِّصي، ياربُّ فلا تُبطئْ. هللويا


إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 3 : 25 ـ 30 )

وقامت مُناظرةٌ مِنْ تلاميذ يوحنَّا مع اليهود بشأن التَّطهِير. فجاءوا إلى يوحنَّا وقالوا لهُ: " يا مُعلِّمُ الذي كانَ معكَ في عبرِ الأردُنِّ، الذي أنتَ شَهدتَ لهُ، ها هـو يُعمِّـد، والجميعُ يُقبِلون إليهِ " أجابَ يوحنَّا وقال: " لا يقدِرُ إنسانٌ أنْ يأخُذَ شَيئاً مِن نفسهِ إن لم يكن قد أُعطيَ مِن السَّماءِ. أنتُم تَشهدُونَ لي بأَنِّي قُلتُ لكُم: أنِّى أنا لستُ المسيحَ ولكن أُرسِلتُ أمام ذاكَ. مَن لهُ العَروسُ فهو العَريسُ، وأمَّا صَدِيقُ العَريسِ الذي يَقفُ ويَسمعهُ فيَفرحُ فرَحاً مِن أجْلِ صوتِ العَريسِ. فها هو فَرحِي أنا قَد تمَّ. يَنبَغِي إذاً أنْ ذاك يزيد أمَّا أنا فأنقُصُ ".



( والمجد للَّـه دائماً )

لذلك كونوا أنتم أيضا مستعدين ، لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان